
ثمانية مفاتيح لبناء شخصية الطفل الاجتماعي
تطمح كل أم إلى تطوير مهارات التواصل لدى طفلها، ومشاهدته يتفاعل مع محيطه بشكل إيجابي، وهي تسعى بكل شغف لتقوية شخصيته، ومهاراته التفاعلية والذهنية، لذا.. إليك ثمانية مفاتيح تساعد في بناء شخصية الطفل الاجتماعي عن طريق تطوير مهارات التواصل واللغة لديه.
أولاً: دعم مهارات الانتباه والاستماع
تنظيم البيئة المحيطة بطفلك هي من أهم الخطوات التي عليك اتخاذها لدعم انتباهه ومهارات الاستماع لديه، وتكمن ضرورتها في التقليل من التشويش الذي يحيط به، و إليك بعض النصائح لتحقيق ذلك:
- التقليل من الضوضاء المحيطة، فلا داعي لإبقاء التلفاز مفتوحاً، أو صوت الراديو مرتفعاً؛ بحيث لا يوجد سوى صوتك وصوت طفلك في الغرفة.
- ترتيب دمى طفلك بحيث لا يتواجد إلا القليل منها أمامه، فوجود الكثير من الدمى يجعل طفلك مشتتاً بينها، يمسك بإحداها ويترك الأخرى خلال فترات قصيرة.
- يمكنك ترتيب دمى وألعاب طفلك عن طريق ترتيبها في عدة صناديق، وإبعادها عن ناظري طفلك، بحيث يستطيع اللعب بمحتويات صندوق واحد في المرة الواحدة.
- خصصي كرسياً وطاولة لطفلك، فالجلوس على طاولة وكرسي يساعده على التركيز في النشاط الذي يقوم به.
- دعيه يستمر في ممارسة النشاط أو اللعب بالدمية طالما يبدو مستمتعاً، وعندما يحين وقت الطعام أو الخروج من المنزل، شجعي طفلك على أن يلعب مرة أخيرة بلعبته، وبذلك تضعين نهايةً لوقت اللعب.
- القيام بنشاطات ذات نهاية واضحة يساعد طفلك على التركيز بشكل أكبر، وينهي النشاط بشكل إيجابي؛ مثل لعبة ترتيب الأشكال في مكانها، أو لعبة تركيب القطع.
من المهم أثناء مساعدتك لطفلك على تطوير مهارات الانتباه؛ أن تقومي بمساعدته في إكمال النشاطات التي يقوم بها، ومكافئته على ذلك، بالإضافة إلى تشجيعه عندما يشعر بالملل.
ثانياً: زيادة فرص التواصل
حاولي أن تصنعي بيئة منزلية مليئة بالتواصل، بحيث يحتاج طفلك لطلب الأشياء ليحصل عليها، فهو مضطر للكلام والسؤال ومحاولة تركيب الجمل؛ ليطلب منك أن تعطيه دميته التي قمتي بوضعها في مكان مرتفع لا يستطيع الوصول إليه.
و تجنبي أن يكون طفلك محاطاً بكل ما يريده ويحتاج إليه؛ إذ يعزز ذلك جوانب انعزالية في شخصيته، ويقلل تواصله مع محيطه.
ثالثاً: صناعة القرار
أُدخلي في حوار مع طفلك، يراعي خياراته وصناعة قراراته بنفسه؛ بحيث تخيرينه بين ارتداء المعطف الأزرق أو المعطف البني، أو اللعب بالدمية المحشوة أم لعبة تركيب القطع.
لوضع الخيارات وإعطاء طفلك الفرصة لاختيار ما يريده، وصنع قراره بنفسه فرصة كبيرة لتقوية شخصيته، وشعوره بالإنجاز والثقة بخياراته، مع وجود توجيهاتك دائماً حوله لدعمه لاختيار ما هو أفضل، بالإضافة إلى تعزيز مهارات اللغة والحوار لديه.
رابعاً: عدم فرض المساعدة
سيحتاج طفلك حتماً المساعدة في الكثير من الأمور، لكنه يحتاج مساحته الخاصة للمحاولة، ومساحته الخاصة أيضاً في طلب المساعدة؛ أي لا تفرضي على طفلك مساعدته في القيام بأمر يصعب عليه، مثل فتح علبة الحلوى، أو تعلّم كيفية اللعب بلعبته.
بهذه الطريقة سوف يحاول طفلك حل مشكلاته بشتى الطرق، وسيطلب مساعدتك في الأمور التي لم يجد لها حلّاً بعد عدة محاولات، لترشديه إلى الطريقة الصحيحة في حلها، وتثني عليه عند حلّها بنفسه، وذلك يركّز على تعزيز ثقته بنفسه والذي ستجدين أثره جليّاً على لغته وتواصله الاجتماعي.
وهذا لا يمنع أن تعرضي مساعدتك بشكل كامل، وإنما وظفيها في الأمور الصعبة جداً، ولتقتصر على سؤال طفلك ما إذا كان يحتاج المساعدة أم لا، وتقديمها إذا أجاب بنعم.
خامساً: تقويم المفاهيم
يعتقد الكثير من الناس أن كلمة “لا” مرتبطة بمعنى سلبي، أو أن الرفض بشكل عام هو طريقة غير مهذبة للتعبير عن عدم قبولك لأمر ما، وهذه الصورة تنتقل إلى أطفالنا أيضاً أثناء حوارنا معهم، لذا غيري من مفهوم الرفض لدى طفلك بالطريقة الآتية:
- اعرضي على طفلك أمراً لا يريده، وكوني متأكدة من عدم رغبته فيه.
- راقبي كيف يعبر طفلك عن رفضه للأمر الذي تعرضينه عليه.
- إذا كان رفض طفلك مرافقاً لبعض الغضب أو التوتر، يجب أن تدربيه على قول “لا” بطريقة مهذبة؛ مثل: ” لا، شكراً”، مع تعابير الوجه اللطيفة.
- إذا كان رفض طفلك مهذباً، تقبلي رفضه بشكل إيجابي، تعبيراً عن تقبلك لقراراته.
هذه التمارين شديدة الأهمية في تدريب طفلك على التعامل مع مواقف الحياة المختلفة، بثقة كبيرة، وتعليمه كيف يتعامل مع أي استغلال قد يتعرض له، أو انفعال تجاه أسئلة أو طلبات عادية توجه إليه، فيصبح قادراً على الحوار بشكل بنّاء دون اللجوء إلى الدفاع بصورة حادة عن نفسه أو أفكاره.
سادساً: التفاعل الممتع
قومي بأمر غير متوقع، مثل لعب لعبة بسيطة مع طفلك بشكل مفاجئ و هو جالس يشاهد التلفاز، مما يحمسه للانضمام إليك و التفاعل معك بشكل أكبر.
أو تظاهري بأنك لا تعرفين كيفية القيام بأمر ما؛ مثل ربط حذاء طفلك، واطلبي منه أن يعلّمك كيف تقومين بذلك؛ سيشعره ذلك بثقة كبيرة وسيبدأ بشرح الخطوات لك، وسيصنع العديد من الجمل بشكل مثير للدهشة
سابعاً: التوقعات الواقعية
من الضروري أن تأخذي عدّة نقاط في عين الاعتبار أثناء رحلتك لتطوير مهارات التواصل، والمهارات الاجتماعية لدى طفلك، أهمها:
- الأمر يحتاج الكثير من الوقت والصبر، لذا يجب أن نخفف من الضغط على الطفل ونعطيه المساحة ليستمتع في رحلة التطوّر بدلاً من أن يشعر بأنها رحلة مرهقة.
- وضع توقعات منطقية ذات نتائج واضحة، وملائمة لمهارات طفلك الحالية، وقدراته على التطور هي خطوة مهمة؛ خاصةً في تطوير شخصيته.
- لا تفقدي المتعة في رحلة تطوير مهارات طفلك الاجتماعية والتفاعلية، فهي رحلة مليئة بالتجارب، والمشاعر الإيجابية خلالها تزيد حماس طفلك لتجربة المزيد.
ثامناً: الاعتراف بالمشكلة
لا يمكننا انكار وجود مشاكل النطق واللغة عند أطفالنا، بل يجب أن نتقبلها ونعلمهم كيفية تقبلها، ونطلب المساعدة في الوقت المناسب، فالتحدّث بطلاقة والتعبير بشكل واضح عن أفكاره وحاجاته، هو أساس قوة شخصية طفلك، وهو ما يشجّعه للتفاعل والتواصل مع الآخرين.