
كيف نعزز التواصل لدى الأطفال؟ استراتيجيات مركز هبة
نؤمن في مركز هبة لتقويم النطق واللغة بأن كل طفل يحتاج فرصته في التواصل، مهما كانت طبيعة شخصيته، أو التحديات التي يواجهها؛ حتى و إن كانت تلك التحديات نطقية أو لغوية، لذلك نعمل وفق استراتيجات واضحة و فعّالة لمساعدة الأطفال على الوصول إلى مراحل تواصل متقدمة، سنقوم بتوضيحها في هذا المقال.
أولاً: مبدأ تتبع قيادة الطفل | Following the child's lead
نتتبّع قيادة الطفل لنفهم طريقته في التواصل؛ أي نتركه يرشدنا إلى اهتماماته وما يلفت انتباهه، و إلى الطريقة التي يعبر بها عن احتياجاته ومشاعره، هكذا و بعفوية تامة؛ نصل إلى فَهم المرحلة التواصلية التي ينتمي إليها الطفل، وإلى التحديات التي يواجهها خلال التواصل والتفاعل.
- ما الذي يجعل مبدأ تتبع قيادة الطفل ناجحاً؟
عند تعليم الطفل التواصل بالطرق المباشرة سنلاحظ أن؛ مدة تفاعل الطفل معنا خلال اللعب ستكون أقصر، و لن تتحقق النتائج المطلوبة.
لكن! عند تطبيق استراتيجياتنا في تتبٌّع قيادة الطفل، والتي تركز على جميع جوانب التواصل و التفاعل لديه، نصبح شركاءه في التواصل، وذلك يقودنا إلى تحقيق أهداف الجلسات العلاجية بشكل ملحوظ.
- هل أستطيع أن أصبح شريك طفلي في التواصل؟
نعم، لا بدّ أن جميع أهالي الأطفال يطمحون دائماً إلى أن يكونوا شركاء أطفالهم المفضلين في التواصل، ولهذا قامت مؤسسة الهانين بتطوير برنامج More than words، والذي يقدمه مركز هبة لتقويم النطق واللغة خصيصاً لمساعدة الأهل في المنطقة العربية على تخطي العقبات التواصلية مع أطفالهم.
ثانياً: استراتيجية OWL | المشاهدة، الانتظار، الاستماع Observing, Waiting, and Listening
تعتبر هذه الاستراتيجية الأولى؛ لأنها تعطي الطفل انطباعاً بأنه جزء مهم في الحوار، وتشجعه على بدء التفاعل؛ إذ تساعدنا كل من مشاهدة سلوك الطفل، والانتظار، والاستماع إلى ما يحاول قوله؛ على فهم الرسائل التواصلية التي يرسلها لنا، لنفهم ما يحتاجه ونعرف اهتماماته جيداً.
تركز استراتيجية OWL بشكل كامل على أن نصبح شركاء الطفل في التواصل و المحادثة، ونقوم في مركز هبة بتطبيق المهارات الثلاث التي تتألف منها استراتيجية OWL (المشاهدة؛ والانتظار؛ والاستماع)،كما نقوم بمساعدة أهالي الأطفال على اكتسابها لتطبيقها مع أطفالهم من خلال برنامج تدريب الأهل.
- ما الذي نقوم بمشاهدته؟
تعتمد مهارة المشاهدة على الاهتمام بتفاصيل ما يقوله الطفل أو يفعله، هل يبدأ هو بالتواصل في بعض الأحيان أم أنه لا يقوم بذلك أبداً؟ و البدء المتعمّد بالتواصل يتضمن كل من:
- الأفعال.
- الإيماءات.
- إصدار الأصوات.
- نطق الكلمات.
- ما الذي نقوم بانتظاره؟
نحن ننتظر أن يبدأ الطفل التواصل بنفسه أو يبدي اهتمامه بأمر ما، و هذا لا يعني ترك التفاعل خارجاً عن نطاق السيطرة، بل هي مهارة يقوم الأخصائي بتطبيقها بشكل مدروس، يتواصل فيه مع الطفل بصرياً وجهاً لوجه، ويستخدم خبرته في تحديد وقت للطفل حتى يبدأ التواصل بنفسه، ليعطي بذلك إشارات مهمة للطفل؛ وهي:
- أنا أعتقد أنك شخص مهم.
- أن مهتم بما تريد قوله.
- ما الذي نستمع إليه؟
بالاستماع الجيد لما يقوله الطفل نكون قادرين على الرد بشكل صحيح، و بإجابة متعلقة بالموضوع الذي يتحدّث به الطفل، وبهذا نعطي الطفل الإشارات التالية:
- أنا موجود معك.
- أنا أركز على ما يهمك.
- أنت طفل تؤثر على المحيط بأفعالك وأقوالك.
تستطيع تطبيق مهارة الاستماع مع طفلك بسهولة عن طريق التمارين التي يقدمها برنامج تدريب الأهل، كما يمكنك اكتساب صفات المستمع الجيد لطفلك، وهي :
- أن تكون الشخص الذي يفضل طفلك الحديث معه.
- لديك المعرفة بما يجعل طفلك يفضّل الحديث معك.
- تدرك ما الذي يجعل الحديث معك سهلاً وممتعاً بالنسبة إلى طفلك، مثل:
– أن يشعر طفلك بأنّك تفهمه جيداً.
– يشعر طفلك بأنك تستمع إليه جيداً وهو يتحدّث. - تنتظر طفلك حتى ينهي كلامه بشكل كامل.
- لا تعرض النصيحة فقط أو تخبره بما يجب عليه فعله بشكل دائم.
- تنظر إليه باهتمام وتعطيه كامل تركيزك.
ثالثاً: وضعية الجلوس وجهاً لوجه | Face to face
نطبّق وضعية الجلوس وجهاً لوجه من خلال النزول إلى مستوى الطفل جسدياً؛ بطريقة يكون الوجه فيها مقابلاً تماماً لوجه الطفل، وتكمن أهميتها في:
- تسهّل ملاحظة الطفل لكل من الايماءات و حركات الوجه، وحركة الشفاه عند نطق الكلام.
- تساعدنا على معرفة اهتمامات الطفل، وما يريد التحدّث عنه؛ لأن الطفل يكون أكثر تفاعلاً خلال الحديث معه خلال وضعية الجلوس وجهاً لوجه.
رابعاً: استراتيجية 4I's
تتضمن هذه الاستراتيجية أربعة محاور رئيسية، وهي:
- دمج اهتمامات الطفل | Include the child interest :-
الطفل كأي شخص لديه اهتماماته الخاصه، وهي المدخل الذي نحتاجه لبدء التفاعل و التواصل معه.لماذا ندمج اهتمامات الطفل لبناء التواصل؟
يتعلم الطفل بشكل أفضل من خلال دمجه في نشاطات الحياة اليومية، و التي تكون ضمن اهتماماته، بحيث:
يشجعه دمج اهتماماته على التفاعل، و يزيد من مدة تفاعله مع البالغين.
يعطي الأهل فرصة أكبر لتطوير التواصل مع أطفالهم.” - تفسير رسائل الطفل | Interpret:–
يتم تطبيق هذه الاستراتيجية مع الأطفال في مختلف مراحل التواصل، فالأطفال يعبرون بطرق مقصودة وغير مقصودة، وبالتالي تصبح مهمة المحيطين بهم تفسير رسائلهم التي يعبرون بها إلى كلمات تعبر عن حاجاتهم، فمثلاً؛ نظر الطفل باتجاه الكرة يعني أنه يرغب بالحصول عليها، فنقوم بالتحدث نيابة عنه بقول كلمة (كرة). - التقليد | Imitate:-
نستطيع من خلال التقليد لفت انتباه الطفل لنا و خلق فرصة للتواصل معه؛ بحيث نراقب ما يفعله و نكرره أمامه حتى يلتفت إلينا، ثم سيبدأ بالقيام بحركات متعمداً ليلعب معنا لعبة التقليد، وتستمر هذه الطريقة حتى نصل إلى مرحلة لا يمكن للطفل تمييز أي منا يقلّد الآخر، كما ستحقق الأمور التالية:
- الطفل هو من يختار النشاط؛ لأنه هو من بدأ به.
- نحن و الطفل نتشارك فيما نركز به في ذات الوقت، و ذلك يشجعه على التركيز في النشاط و التركيز معنا أيضاً.
- يبدأ الطفل بملاحظتنا و النظر إلينا.
- يتعلم الطفل مهارات أخرى غير التركيز؛ مثل: اللعب، و الابتسامة، و إنتاج الكلام.
- يشجّع الطفل على القيادة؛ عند ملاحظته أننا نقلد ما يفعله، فيزيد حماسه للقيام بالمزيد حتى نقلّده مجدداً.
- يتعلّم الطفل كيفية تقليدنا، و ذلك يساعدنا على المدى البعيد في تعليمه مهارات النطق واللغة، و مهارات الحياة المختلفة.
4. التدخّل المرح | Intrude playfully:-
قد لا يتقبّل الطفل أن نشاركه اللعب بالدمية التي يلعب بها، و في هذه الحالة يفضّل أن ننضمّ إلى اللعب عن طريق التدخُّل المرح؛ بحيث نحضر دمية أخرى و نحاول أن نشاركه اللعب، و بالتالي نجذب انتباهه إلينا لنبدأ التواصل معه.
خامساً: استراتيجية 4S's
تتضمن هذه الاستراتيجية أربعة محاور رئيسية، وهي:
- اختصار الكلام | Say less
عند الكلام مع الطفل، من الأفضل لنا أن نختصر الجمل الطويلة التي سيصعب على الطفل فَهمها، و استخدام كلمات سهلة و جمل قصيرة يمكنه تعلمها بسهولة. - التشديد على الكلام | Stress
التشديد على الكلمات الجديدة و المهمة، و استخدام تأثيرات الصوت في أثناء الكلام، تزيد من استمتاع الطفل بالحوار، وتجعل الكلمات تعلق في ذهنه بشكل أفضل. - الكلام ببطء | Go Slow
الكلام بوتيرة بطيئة يجعل الطفل قادراً على فهم معظم الكلمات، وتتيح له فرصة المشاركة بما عنده من أفكار. - عرض الصور | Show
من الضروري أن نشير إلى صور أو أشياء نوضح من خلالها للطفل ما نقصده بالكلمات التي نقولها،و سيجعله ذلك قادراً على التركيز معنا أكثر.
يفيد تكرار الكلام خلال تطبيق الروتين اليومي، أو اللعب، أو قراءة القصص، في تعليم الطفل المصطلحات الجديد؛ و التي لم تعلق في ذهنه عندما قمنا بنطقها من قبل.
سادساً: استراتيجية R.O.C.K لتعلّم المهارات
نستخدم هذه الاستراتيجية لتعليم الطفل المهارات التواصلية و التفاعلية؛ بعد تحديدها بدقة، و نطبقها من خلال 4 خطوات، وهي:
- R – Repeat | التكرار
بتكرار الكلام نساعد الطفل على تعلّمه بشكل أفضل، و نعطيه الفرصة لكسب المصطلحات الجديدة و بناء لغة أقوى. - O – Offer | العرض
نعرض على الطفل فرصة الكلام بنفسه بشكل غير مباشر، من خلال إدارة الجلسة على وتيرة محددة، وذلك يجعل الطفل قادراً على إنتاج الكلام المناسب لكل موقف بنفسه. - C – Cue | التلميح
قد ينسى الطفل الكلمات التي تعبر عن الموقف، لكن بمقدورنا التدخّل في هذه الحالات عن طريق التلميح، ودون الكلام بالنيابة عنه. - K – Keep | الاستمرار
استمرارنا في عملية التعليم الممتعة هذه؛ يعلّم الطفل مهارات النطق المختلفة و يزيد مخزونه اللغوي، لذلك يحدد أخصائيو مركز هبة برامج علاجية لكل طفل بحسب حاجاته ومهاراته النطقية و اللغوية، ويسيرون عليها خلال الجلسات العلاجية المختلفة ، كما يقومون بدمج أهالي الأطفال و محيطهم فيها؛ للحصول على أفضل النتائج.