
التواصل المعزز والبديل
يعاني طفلٌ واحدٌ من بين 12 طفلاً من اضطرابات النطق واللغة أو اضطرابات الصوت والبلع بحسب إحصائيات المؤسسة الوطنية الأمريكية للصم و اضطرابات التواصل NIDCD للعام 2016؛ أي ما نسبته 7.7% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والسابعة عشرة، في حين تبلغ نسبة البالغين المصابين باضطرابات النطق واللغة في نفس العام 7.6% . (29)
هذا الانتشار الواسع بتنوع أسبابه بدءاً بالأسباب التطورية انتقالاً إلى الأسباب العضوية، وما يتبعه من آثار سلبية على حياة المصابين وتفاعلهم مع البيئة المحيطة ساهم في تطوير طرق لتسهيل التواصل مع المصابين وفهم احتياجاتهم؛ تحت ما يسمى بِــ التواصل البديل والمعزز | Augmentative and Alternative Communication – AAC .
ما هو التواصل المعزز والبديل؟
مجموعة من طرق التواصل التي تعمل عِوَضاً عن التواصل اللفظي تساعد من لديهم اضطرابات النطق واللغة بما في ذلك العجز التام عن الكلام؛ باستخدام أدوات وطرق بديلة تساعدهم على التواصل والتفاعل مع المجتمع المحيط.(1)
أدوات التواصل المعزز والبديل
يضمن هذا النوع من التواصل للمصابين القدرة على التعبير عن: أفكارهم واحتياجاتهم ومشاعرهم باستخدام أدوات ومعدات واستراتيجيات بما يحقق رفع كفاءة حياة المصابين اليومية؛ هذه الأدوات تتضمن:
• الإشارات باليد.
• الإيماءات.
• التهجئة بأصابع اليد.
• الأدوات والمواد المحسوسة.
• رسم الخطوط.
• بطاقات التواصل؛ كبطاقات الصور وبطاقات الحروف.
• الأجهزة الإلكترونية المخصّصة لقراءة ذبذبات الصوت و إنتاج الصوت.(1)
هل تنحصر فوائد التواصل المعزز والبديل بفئة محدّدة؟
لا ينحصر التواصل المعزز والبديل بأدواته المختلفة بالمصابين باضطرابات التواصل الناتجة عن أسباب خَلقِيّة (تظهر منذ الولادة) أو تطوريّة (تظهر خلال الفترات العمرية المختلفة)؛ بل تتعدد أدواته لتساعد كلّاً من الحالات التالية:
• طيف التوحُّد.
• الشلل الدماغي Cerebral Palsy.
• المتلازمات الجينية.
• الإعاقات الذهنية.
• ضعف السمع.
• المصابين بإعاقات متعددة.
• المرضى الذين تعرضوا لجلطات أو سكتات دماغية أو إصابات في الرأس.(1)
أنواع التواصل المعزز والبديل
ينقسم التواصل المعزز والبديل حسب طرق التواصل المستخدمة إلى قسمين رئيسيين:
1. التواصل المعزز والبديل غير المساعد (Unaided AAC).
• يتضمّن هذا النوع من التواصل المعزز طرق التواصل غير المحكية باستخدام التواصل بطرق طبيعية مثل: الإيماءات، تعابير الوجه، الإشارات باليد و لغة الإشارة.
• تحتاج طرق التواصل المعزز غير المساعد إلى قدرات حركية مناسبة و شريك تواصل يستطيع تفسير الرسالة التي يريد المصاب إيصالها.
2. التواصل المعزز البديل المساعد (Aided AAC).
يحتاج هذا النوع من التواصل بعض الأدوات مثل:
• بطاقات التواصل الورقيّة المُعزّزة برموز ؛ كالصور .. الرسومات.. الخطوط.. الرموز الغرافيكية البصريّة.. الكلمات والحروف المكتوبة و القواعد الإملائية.
• أجهزة الحاسوب أو الأجهزة المحمولة كالتابليت، تحتوي نفس أفكار بطاقات التواصل ولكن بطريقة حديثة وتفاعلية؛ بحيث تستخدم الأصوات والحركات التي تجذب انتباه الأطفال.
ويمكن تعليم كلا النوعين لمصابي الإعاقات الشديدة، مع بعض الإرشادات عن التوقيت المناسب لاستخدامها؛ إذ يستطيع المصاب استخدام الإشارة باليد عند التواصل مع والديه وأفراد أسرته، لكن من الأفضل أن يستخدم طرق أخرى للتحدث والتواصل مع الناس مثل؛ الصور أو أجهزة إنتاج الكلام Speech generating Devices – SGD ، مع مراعاة طبيعة الإعاقة الجسدية للمصاب وقدراته على استخدام طرق التواصل المختلفة.(1)
ما هي شروط التواصل باستخدام التواصل المعزز والبديل؟
- المعطيات الحالية تؤشّر إلى عدم اقتران التواصل المعزز والبديل بمتطلبات سابقة؛ كالعمر أو القدرات الإدراكيّة و اللغويّة و الحركيّة، مما يجعله خياراً متاحاً للجميع.
- يجب أن يتم اتخاذ قرار البدء بتعلّم التواصل المعزز والبديل بناءً على رغبة المصاب و باستشارة أهل المصاب وأخصائي النطق واللغة.
- الاختيار الصحيح والحَذِر لطرق التواصل البديل يجب أن يراعي القدرات الحالية للأفراد ونقاط القوة لديهم بما يراعي حاجاتهم ولا يحصُر إمكانياتهم، وذلك يستدعي المتابعة مع المختصين ذوي المعرفة بأدوات التواصل البديل بما سيحقق:
1. الفهم الصحيح لخيارات ورموز و أنظمة التواصل المعزز والبديل.
2. التدريب على استخدام طرق التواصل البديل في السياق الصحيح و بالمواقف المناسبة لكل أداة أو طريقة.
3. تدريب أهل المصابين على المهارات التي يحتاجونها للدعم و التفاعل مع طرق التواصل.
قد تستدعي الحاجة لاستخدام طرق التواصل المعزز والبديل لفترات قصيرة ومؤقتة مثل إجراء جراحة في الفم أو في حالات الجلطات؛ وفي هذه الحالة سيساعدك أخصائي النطق واللغة على استخدام الطرق الأساسية للتواصل إلى حين استرداد قدرتك على الكلام.(1)
جميعنا نستخدم التواصل المعزز والبديل يوميًّا
لا يقتصر الاتصال المعزز والبديل على فئات المرضى والمصابين بالاعتلالات المختلفة ؛ ولكنه يساعد في التواصل اليومي للأشخاص العاديين؛ كالتواصل مع أشخاص يتحدثون لغات مختلفة، أو أشخاص يحتاجون إلى تعزيز تواصلهم لإيصال أفكارهم بطرق متنوعة تتضمن استخدام طرق التواصل المعزز والبديل بنوعيه؛ المساعد وغير المساعد.
حيث أنّ التواصل الشفويّ لا يمنع من استخدام طرق تواصل أخرى تعزّز المعاني و تسمح بطرح الأفكار بطريقة مبتكرة.(1)
شارك المقالة مع غيرك