
اضرابات النطق واللغة المرافقة للزهايمر .. خطوات يمكنك اتباعها للتواصل مع المريض
تتعدد أشكال وأسباب اضطرابات النطق واللغة عند البالغين على نحوٍ يعتمد على المسبب الرئيسي لها، وقد يكون من المفاجئ أن التقدم في العمر يودي بالبعض لمواجهة مشكلات النطق واللغة في سن متقدم، ولعلَّ الشيخوخة بأشكالها المتعددة وأهمها الزهايمر هي أحد تلك المسببات؛ ولتستطيع التواصل مع مريض الزهايمر يجب أن تعرف بعض التفاصيل المهمة عن الزهايمر أولاً..
مفهوم الزهايمر
يعد الزهايمر أكثر أشكال الشيخوخة شيوعاً ، مما يجعله متعدد الأعراض، منها: فقدان الذاكرة والإدراك البصري واللغة، بالإضافة إلى فقدان القدرة على كل من التركيز ومعرفة الاتجاهات وحصر الوظائف التنفيذية للجسم، و يتم تصنيف الزهايمر إلى نوعين حسب العمر الذي تبدأ فيه الأعراض، هما:
- الزهايمر المبكر Early onset Alzheimer disease.
- الزهايمر في عمر متأخّر Late onset Alzheimer disease
اضطرابات النطق واللغة والزهايمر
هناك نقطة يشترك فيها مرضى الزهايمر فيما يتعلق بضمور أجزاء من الدماغ؛ إذ يقوم الزهايمر بمهاجمة نقاط مسؤولة عن إنتاج الكلام فيه وإتلافها، مما يؤدي إلى تغيّرات ملحوظة في القدرات اللغوية النحوية وفَهم دلالات الكلمات، ولكن الإختلاف يبدأ هنا باختلاف المنطقة المحددة التي تعرضت للضمور، وهذا ما يجعل اضطرابات النطق واللغة تختلف بين مريض لآخر حسب تلك المناطق، و أبرز اضطرابات النطق واللغة التي تصاحب الزهايمر هي:
1. اضطراب تعذر النطق ( Apraxia).
وهو أحد اضطرابات النطق واللغة المكتسبة، والذي يكون واضحاً في عدم قدرة المصاب على برمجة حركة عضلات الوجه والشفاه واللسان والبلعوم بشكل حر وصحيح لإنتاج الأصوات الكلامية (اعرف المزيد عن Apraxia)
2. ضعف أو فقدان القدرة على الكلام( Aphasia).
أحد اضطرابات النطق واللغة التي تصيب البالغين،التي تتمثل بالتوقّف التام عن الكلام وإدراك اللغة و كتابتها، امزيد عن. (اعرف المزيد عن الـ Aphasia)
خطوات للتواصل مع مصابي الشيخوخة ومرضى الزهايمر
كلٌّ من فقدان الذاكرة وضعف التركيز واضطرابات النطق واللغة تجعل الحاجة ملحّة لإيجاد طرق للتواصل مع مرضى الزهايمر، وهنا يجب مراعاة تسلسل الخطوات لتحقيق التواصل بشكل فعًال وصحيح:
أولاً: اتباع الخطوات التحضيرية للتواصل مع مريض الزهايمر
من الضروري أن تكون جاهزاً للتواصل مع المريض ، والأمر ليس صعباً إذا قمت باتباع هذه الخطوات بشكل دقيق، لنذكرها:
- أخذ مشاعر المريض في الحسبان قبل اتخاذ أي إجراء.
- اختيار المكان المناسب الذي يضمن محيطاً هادئاً ومناسباً للتواصل مع المريض، ولا يحتوى أيّة مشتتات من شأنها إرباكه أو جعله يشعر بالتوتر أو عدم التركيز؛ مثل: وجود صوت للتلفاز أو الراديو أو حتى وجود الكثير من الأضواء والأشخاص في المكان.
- اختيار الوقت المناسب الذي لا يكون فيه المريض متعباً أو يريد الخلود إلى النوم، ومن الضروري أن تكون أنت كذلك في حال جيدة ولا تشعر بالتوتر أو الإحباط أثناء الحديث.
- ادرس الطرق التي تستخدمها للتواصل مع المريض جيداً؛ بحيث تراعي قدراته الجسدية والذهنية، إذ أن كل مريض زهايمر يحتاج طرق تواصل مختلفة عن الآخر؛ مثل: استخدام طريقة الإشارة إلى الأشياء، واستخدم فقط الطرق التي لاقت نجاحاً عندما جربتها.
- حضّر موضوعاً محدداً ذو تفاصيل يمكن الحديث عنها بطريقة الحوار بعيداً عن توجيه الأسئلة الكثيرة للمريض، ويمكنك الاستعانة بأمور محيطة به لابتكار أفكار يمكن الحديث عنها إذا لم يخطر في بالك موضوع محدد.
- راعِ حاجات المريض الأخرى أثناء الكلام، مثل: حاجته للطعام أو الشراب أو قضاء الحاجة.
ثانياً: الاستماع لمريض الزهايمر بشكل جيد
هناك خطوات ترفع من كفاءة مرحلة الاستماع للمريض، معرفتها ستساعدك على على تحقيق أفضل تواصلٍ ممكن معه ،وهي كالتالي:
- حقق الاستماع الفعّال؛ عن طريق الاستماع بحذر والتواصل البصري المباشرة بالإضافة إلى توفير التشجيع بهز الرأس تعبيراً عن صحة الكلام ولإيصال مشاعر الاهتمام للمريض.
- راقب لغة الجسد؛ وهي طريقة ممتازة لتعرف مشاعر المريض أثناء الكلام مما يساعدك على فهمه أكثر.
- لا تتردد في سؤال المريض عن جملة قالها ولم تفهمها بشكل جيد، وحتى في حال لم تصلك الفكرة بعد الإعادة، قم بصياغة الفكرة التي وصلتك وكررها أمامه للتأكد من صحتها.
- شجع المريض على انتقاء كلمات بديلة عن كلمة لا يستطيع نطقها، أو التعبير عنها بطريقة مختلفة، مثل: الإشارة أو الوصف.
- أعط المريض فرصة للإجابة؛ لأنه سيحتاج وقتاً أطول من الآخرين في تكوين الفكرة ومحاولة شرحها.
- تجنّب مقاطة المريض أثناء الكلام حتى لو كنت تريد مساعدته في نطق الكلمة؛ لما في ذلك من تأثير على نمط التواصل وتسلسل الأفكار لديه.
- اترك المجال للمريض للتعبير عن مشاعره إذا كان يشعر بالإحباط او الاستياء من أمر ما، وحاول عدم الإنقاص من الأمور التي تقلقه، ومن الأفضل في هذه الحالات الاستماع إليه فقط والتعبير عن وجودك إلى جانبه.
ثالثاً : بدء التواصل مع مصاب الزهايمر
- إجلس في مكان مناسب بالنسبة لمكان جلوس المريض؛ بحيث تضمن سماعه صوتك وبما يحافظ على التواصل البصري الجيد بينكما، وتجنّب الوقوف أثناء الحديث معه.
- حافظ على مسافة قريبة بينكما بحيث تكون مريحة لكليكما.
- تواصل مع المريض بشكل واضح، باستخدام كلمات واضحة ونبرة صوت مناسبة وهادئة.
- خفض من سرعة كلامك عن الوضع المعتاد؛ ليستطيع المريض فهم كلامك جيداً.
- استخدم جملاً قصيرة وبسيطة.
- تجنب الكلام مع المريض وكأنك تكلّم طفلاً؛ لما في ذلك من تأثير على نفسه، بل على العكس يجب مراعاة سنه والحديث معه باحترام.
- أترك مجالاً بين الجمل يسمح للمريض إدراكها وفهمها، وتكوين رد مناسب عليها، وتجنّب أن تكون لحظات الصمت طويلة؛ لأنها ستشعر المريض بعدم الارتياح.
- لا تفترض ما يريد المريض قوله وتسبقه لقوله بدلاً عنه، بل اتركه ليعبر بنفسه عما يجول في خاطره.
- من الضروري في حالة وجود أشخاص آخرين في المكان، تضمين المصاب في أي حوار يدور داخل الغرفة وعدم تهميشه أبداً.
- استخدم لغة الجسد أثناء الحوار، بحيث تكون مسترخياً وتتحدث بطلاقة.
قد تحتاج لبعض الوقت لاتقان هذه المهارات مجتمعة، لذا لا بأس، تمرّن باستمرار، ولا تتردد بأستشارة احد اخصائيي المركز ومتابعة تطورات حالة المريض معه بشكل دوري.