تأخّر النطق لدى طفلي.. أنتظر أم أطلب المساعدة؟
لا بدَّ وأنّك غارق بالنصائح فيما يتعلّق بنطق طفلك! لديك العديد من الآراء، ولا تعرف أيّها صحيح؟ سنساعدك في اتخاذ القرار بنفسك..
فالتعرّف على كل ما يخص تأخّر النطق عند الأطفال، ومراقبة العلامات الفارقة على طفلك ستجعلك متأكداً فيما إذا كان طفلك يحتاج وقتاّ.. أم أخصائي نطق ولغة.
كل طفل يتطوّر بطريقة مختلفة!
رغم احتواءه على جزء من الصحة، يعتبر هذا المفهوم هو أحد المفاهيم الخاطئة إلى حد ما، والمنتشرة بشكل كبير بين الأهل، فالنطق واللغة عند الأطفال يتطّوران بطريقة متفاوتة لكنها ضمن معدل محدد، بحيث أنّ تأخّر ظهور علامات تطوّرهما خلال مراحل تطوّر الطفل يدعو للقلق.(73)
متى يعتبر الطفل متأخراً في الكلام؟
يصنّف الطفل متأخراً في الكلام (Late language emergence – LLE)، إذا بلغ عمره العام والنصف – إلى العامين والنصف ولديه قدرة جيدة على فهم اللغة، ولديه كل من مهارات اللعب والحركة بالإضافة إلى التفكير والتواصل بشكل جيد، إلّا أنّ قدراته على الكلام محدودة بالنسبة لعمره، أي أنّه يواجه مشكلة في التعبير واللغة المحكية.
هل من السهل ملاحظة تأخّر النطق؟
خصائص تأخّر النطق، تجعل ملاحظته صعبةً بعض الشيء؛ إذ انّ الطفل يمتلك أساسيات الكلام واللغة، إلّا أنه لا يستطيع الكلام، أو يتحدّث بكلمات قليلة فقط.
ما هي أسباب تأخّر النطق؟
في الغالب يرتبط تأخّر النطق بعوامل عدّة، منها:
- العامل الوراثي؛ بحيث يكون أحد أفراد العائلة قد واجه مشكلة تأخّر النطق في صغره.
- الجنس؛ فالذكور أكثر عرضة لتأخّر النطق.
- الوزن عند الولادة؛ أي يولد الطفل بوزن أقل من وزنه الطبيعي بـ 85%، أو يولد قبل مرور 37 أسبوعاً على الحمل.(73)
هل يمكنني متابعة تطوّر النطق لدى طفلي؟
نعم، يمر معظم الأطفال بالمراحل ذاتها لتطوّر النطق واللغة حسب الفئة العمرية التي ينتمون إليها، مثلاً:
- في عمر العام والنصف؛ يكون الطفل قادراً على نطق 20 كلمة على الأقل، وتختلف هذه الكلمات في نوعها؛ بحيث ينطق بِـ:
الأسماء، مثل: كعكة و لعبة.
الأفعال، مثل: أكل و نام.
الكلمات الدالة على المكان، مثل: فوق وتحت.
الصفات، مثل: نعسان وساخن.
كلمات الترحيب، مثل: مرحباً و وداعاً. - في عمر العامين؛ يكون الطفل قادراً على نطق 100 كلمة على الأقل، وتكوين جملة من كلمتين بنفسه، ولا تعتبر التراكيب المكوّنة من كلمتين في الأصل مثالاً على ذلك، لأن الطفل لم يقم بتركّيبها بنفسه؛ مثل: ” إلى اللقاء”.(73)
ويعتبر هذا التقسيم العمري، ضمن أدوات الأهل في مراقبة تطور أطفالهم، دليلاً للأهل للتنبّه في حال حدوث مشكلة..
وعلى الرغم من وجود هذه العلامات؛ إلّا أنه من الصعب التمييز في أي وقت سيبدأ طفلك في المرحلة التالية من النطق؛ لأن تطوّر النطق يعتمد على عدد من العوامل، أهمها:
قدرة الطفل الطبيعية على تعلّم اللغة.
المهارات الأخرى التي يتعلّمها الطفل في ذات الوقت إلى جانب تعلّم النطق واللغة.
استماع الطفل إلى نقاشات وكلام متنوّع خلال اليوم.
كيفية رد الأشخاص المحيطين بالطفل على كلامه، وكيف تكون ردّات أفعالهم على الأمور التي يقوم بها. (74)
هل سيتحسّن طفلي الذي يعاني من تأخّر النطق لوحده؟
يعتقد الأهل أن الأطفال الذين يعانون من تأخّر النطق، قادرون على التقدّم بمفردهم دون مساعدة؛ كونهم متفوقين في الجوانب الأخرى، إلا أنَّ هذا الأمر لا ينطبق على جميع الأطفال، وهناك عدّة علامات ترشدك أنَّ طفلك لن يتحسّن بمفرده، ومن هذه العلامات:
كان هادئاً وهو طفل رضيع، وقليل الهذيان.
أصيب بالتهاب الأذن من قبل.
لا يستطيع ربط الأفكار والأحداث أثناء اللّعب.
لا يقوم بتقليد الكلمات التي يسمعها من والديه ومَن حوله.
يعتمد عادةً على استخدام الأسماء أكثر من الأفعال.
يجد صعوبة في اللّعب مع الأطفال الآخرين.
لديه تاريخ عائلي في تأخّر التواصل، أو صعوبات التعلّم.
ذو قدرات إدراكية أقل من الأطفال في مثل سنه.
يستخدم إيماءات محدودة أثناء الكلام.
كيف أستطيع مساعدة طفلي في علاج تأخّر النطق؟
اكتشاف المشكلة في وقت متأخّر أفضل من عدم اكتشافها وعلاجها أبداً، لذلك لا تعتقد أن الوقت متأخّر أبداً لمساعدة طفلك في تخطي تأخّر النطق، إليك بعض النصائح:
- استشارة أخصائي النطق واللغة بشكل فوري.
- تأكّد من قدرات طفلك على الاستماع؛ فالاستماع إلى الأصوات ذات النبرة المعتدلة ليس كافياً للجزم أن الطفل لا يعاني من مشاكل في السمع، إنّما يجب التأكد من أنَّ الطفل قادر على سماع جميع نبرات الصوت؛ فمن الممكن أن تتطّور عن أي مشكلة طفيفة في الصوت، مشاكل في النطق والتواصل.(73)
استشارة أخصائي النطق واللغة في الوقت المناسب، تضمن لك نمو طفلك وتطوّر نطقه بشكل صحيح؛ إذ يقوم الأخصائي بفحص الحالة، وتقدير الخطة العلاجية المناسبة لطفلك حسب المرحلة العمرية والتطوّر المرحلي للنطق واللغة عنده، وقد يكون الانتظار لتطوّر النطق بشكل تلقائي خطوة خاطئة في مصلحة طفلك.